وعن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت:(يغزو الرجال، ولا يغزو النساء، وإنما لنا نصف الميراث، فأنزل الله:{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ. . .}.
قال مجاهد: فأنزل فيها: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ. . .}، وكانت أم سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة) (٢).
وعن أم عمارة الأنصارية - رضي الله عنها - أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء؟ فنزلت (٣).
ومن فضائل زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهن كن يؤثرن على أنفسهن، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت:"كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُن يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا، غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ الله"(٤).
الوجه الرابع: لماذا لم تخاطب زوجات الأنبياء من قبل بمثل هذه الأمور؟
(١) تفسير ابن كثير (٣/ ٦٥٣). (٢) أخرجه الترمذي (٣٠٢٢) قال أبو عيسى: هذا حديث مرسل، وأخرجه عن بعضهم عن أبي نجيح عن مجاهد مرسل؛ أن أم سلمة قالت. . . . وهو عند أحمد (٦/ ٣٠٥، ٣٠١)، وقال الألباني: صحيح الإسناد (صحيح الترمذي ٣٠٢٢). (٣) أخرجه الترمذي (٣٢١١) قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح، وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٢٥٦٥). (٤) أخرجه البخاري (٢٥٩٣)، مسلم (١٤٦٣).