قال ابن عاشور: قوله: {أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ} يجوز أن يكون بدل اشتمال من (ما) باعتبار كون الموصول مفعولًا لـ {أَحَلَّ}، والتقدير: أن تبتغوهنّ بأموالكم؛ فإنّ النساء المبَاحات لا تحلّ إلّا بعد العقد وإعطاء المهور؛ فالعقد هو مدلول {تَبْتَغُوا}، وبذل المهر هو مدلول {بِأَمْوَالِكُمْ}، ورابط الجملة محذوف: تقديره أن تبتغوه، والاشتمال هنا كالاشتمال في قول النابغة:
مخافة عمرو أن تكون جياده ... يقدن إلينا بين حاف وناعل
ويجوز أن يجعل {أَنْ تَبْتَغُوا} معمولًا للام التعليل محذوفةٍ، أي: أحَلَّهن لتبتغوهنّ بأموالكم، والمقصود هو عين ما قرّر في الوجه الأول (٢).
[الطريق الرابع: قالوا: إن لفظة "الاستمتاع" يراد بها نكاح المتعة أو الزواج المؤقت.]
والجواب عليه من هذه الوجوه:
الوجه الأول: معنى الاستمتاع في الآية.
إن أئمة اللغة قالوا: إن الاستمتاع في اللغة الانتفاع، وكل ما انتفع به فهو متاع، يقال: استمتع الرجل بولده، ويقال فيمن مات في زمان شبابه: لم يتمتع بشبابه، قال تعالى عن
(١) أحكام القرآن (١/ ٣٨٧)، وزاد المسير (٢/ ٥٢)، وتفسير القرطبي (٥/ ١٣٣). (٢) التحرير والتنوير (٥/ ٨).