المسيح - عليه السلام -، وأنه عبد الله ورسوله، وأنه ليس له من صفة الألوهية شيء، وقد قال تعالى في نفس الآية التي معنا:{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ} فهو ابن مريم، وليس ابن الله، وهو رسول الله، وليس هو الله.
فهل بعد هذا الاستدلال العقلي والبيان القرآني ييقى متمسك بشبهات أوهى من بيت العنكبوت؟ (١).
[الوجه الثاني عشر: في كتابكم من أطلق عليه روح الله، فلماذا خص عيسى وحده بالبنوة؟]
قال الآلوسي: وعلى العلات لا حجة للنصارى على شيء مما زعموا في تشريف عيسى - عليه السلام - بنسبة الروح إليه إذ لغيره - عليه السلام - مشاركة له في ذلك، ففي "إنجيل لوقا" قال يسوع لتلاميذه: إنَّ أباكم السماوي يعطي روح القدس الذين يسألونه، وفي "إنجيل متى": إن يوحنا المعمداني امتلأ من روح القدس وهو في بطن أمه، وفي "التوراة": قال الله تعالى لموسى - عليه السلام -: اختر سبعين من قومك حتى أفيض عليهم من الروح التي عليك فيحملوا عنك ثقل هذا النعت، ففعل فأفاض عليهم من روحه فتبنوا لساعتهم، وفيها في حق يوسف - عليه السلام -: يقول الملك: هل رأيتم مثل هذا الفتى الذي روح الله تعالى - عز وجل - حالٌّ فيه، وفيها أيضًا: إن روح الله تعالى حلت على دانيال إلى غير ذلك (٢).
وهذه بعض الأمثلة:
(١) المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام (٣/ ٤٠). (٢) روح المعاني (٦/ ٢٥).