أثار هؤلاء شبهة على ما ورد في أحد كتب التفسير عن الرعد والبرق فقالوا: الرعد هو منطق الله والبرق هو ضحك الله.
عَنْ شَيْخ مِنْ بَنِي غِفَار أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُول:"إِنَّ الله يُنْشِئ السَّحَاب، فَيَنْطِق أَحْسَن النُّطْق، وَيَضحَك أَحْسَن الضَّحِك".
والجواب عن ذلك من وجوه:
[الوجه الأول: ماذا في الحديث؟]
عَنْ شَيْخ مِنْ بَنِي غِفَار أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُول: "إِنَّ الله يُنْشِئ السَّحَاب فَيَنْطِق أَحْسَن المنطْق وَيَضحَك أَحْسَن الضَّحِك (١).
[الوجه الثاني: المعنى المستقيم للحديث.]
قال ابن كثير: والمراد - والله أعلم - أن نطقَها الرعدُ، وضحكها البرقُ.
وقال موسى بن عبيدة، عن سعد بن إبراهيم قال: يبعث الله الغيث، فلا أحسن منه مضحكا، ولا آنس منه منطقا، فضحكه البرق، ومنطقه الرعد.
وكذا روي عن ابن عباس، والأسود بن يزيد، وطاوس: أنَّهم كانوا يقولون كذلك.
وقال الأوزاعي: كان ابن أبي زكريا يقول: من قال حين يسمع الرعد: سبحان الله وبحمده، لم تصبه صاعقة.
وروي عن علي - رضي الله عنه -، أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان من سَبَّحت له. (٢)
(١) أخرجه أحمد ٥/ ٤٣٥، والبيهقي في "الأسماء" ص ٤٧٥، والرامهرمزي في "الأمثال" (١٢٥)، والعقيلي في الضعفاء (١٨). قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٢/ ٤٥٩ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (١٦٦٥) وقال: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر. (٢) تفسير ابن كثير ٢/ ٥٠٦ باختصار.