وانظر إلى دقة تنفيذهم للأوامر، عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك"(١).
خامسًا: طاعتهم لله تعالى: وأدلة ذلك كثيرة منها:
الأول: قوله تعالى حكاية عنهم: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}[البقرة: ٣٠]، وقال في موضع آخر: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (١٦٦)} [الصافات: ١٦٥، ١٦٦]، والله تعالى ما كذبهم في ذلك فثبت بها مواظبتهم على العبادة.
الثاني: مبادرتهم إلى امتثال أمر الله تعظيمًا له وهو قوله: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠)} [الحجر: ٣٠].
الثالث: أنهم لا يفعلون شيئًا إلا بوحيه وأمره؛ وهو قوله: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧)} [الأنبياء: ٢٧].
فالأمر يحركهم والأمر يوقفهم، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل:"ألا تزورنا أكثر مما تزورنا"، قال: فنزلت: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا}[مريم: ٦٤] الآية (٢).
سادسًا: وصف قدرتهم وذلك من وجوه:
الأول: أن حملة العرش وهم ثمانية يحملون العرش والكرسي، ثم إن الكرسي الذي هو أصغر من العرش أعظم من جملة السموات السبع لقوله سبحانه:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}[البقرة: ٢٥٥]، فانظر إلى نهاية قدرتهم وقوتهم.
الثاني: أن علوَّ العرش شيء لا يحيط به الوهم؛ ويدل عليه قوله تبارك وتعالى: {تَعْرُجُ
(١) مسلم (١٩٧)، عالم الملائكة لعمر الأشقر (١٩). (٢) البخاري (٣٠٤٦).