قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: ٢ - ٤].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَال: قَال رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ آمَنَ بِالله وَبِرَسُولِهِ وَأقامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يُدْخِلَهُ الجنّةَ جَاهَدَ في سَبِيلِ الله، أَوْ جَلَسَ في أَرْضِهِ الَّتِى وُلدَ فِيهَا".فَقَالوا: يَا رَسُولَ الله أفلَا نبشِّرُ النَّاسَ؟ . قَال: "إِنَّ في الجنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا الله لِلْمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِ الله، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كما بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَألتُمُ الله فَاسْألوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجْنَّةِ وَأَعْلَى الجنَّةِ، أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجْنَّةِ". (١)
وبيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أهل الجنة متفاضلون فيها.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَال: "إِنَّ أَهْلَ الجنَّةِ يَتَرَاءَيُونَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَيُونَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ في الأُفُقِ مِنَ المُشْرِقِ أَوِ المُغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ". قَالوا يَا رَسُولَ الله: تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَال "بَلَى وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِالله وَصَدَّقُوا المرْسَلِينَ". (٢)
[أعلى درجات الجنة.]
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِذَا سَمِعْتُمُ المؤَذِّنَ فَقُوُلوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا الله لِيَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ في الجنَةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أنا هُوَ، فَمَنْ سَأَل لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ". (٣)
(١) البخاري (٢٧٩٠).(٢) البخاري (٣٢٥٦)، مسلم (٢٨٣١).(٣) مسلم (٣٨٤).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute