{فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (٢٩)} أرأيت كيف يردد المستشرقون شبهة عفا عليها الدهر، وطوتها السنون، وبيَّن الله فسادها قبل خمسة عشر قرنًا من الزمن، ثم جاءوا يلوكونها ويدندنون بها تشويهًا للإسلام، وتشكيكًا في عصمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عقله وبدنه. (١)
بيّن القرآن الكريم أنواع الوحي بقوله تعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ}[الشورى: ٥١].
قال الطبري: يقول تعالى ذكره: وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه ربه إلا وحيًا يوحي الله إليه كيف شاء، أو إلهامًا، وإما غيره {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} يقول: أو يكلمه بحيث يسمع كلامه ولا يراه، كما كلم موسى نبيه - عليه السلام - {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} يقول: أو يرسل الله من ملائكته رسولًا إما جبرائيل - عليه السلام -، وإما غيره {فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} يقول: فيوحي ذلك الرسول إلى المرسل إليه بإذن ربه ما يشاء، يعني: ما يشاء ربه أن يوحيه إليه من أمر ونهي، وغير ذلك من الرسالة والوحي. (٢)