لو نظرنا إلى سياق الحديث لوجدنا أن المرأة معها صبي، كما جاء في بعض طرقه: قال: "جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ومعها صبي لها"(١).
وفي سياق الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مع الناس، ثم جاءت المرأة فتنحى بها، وهما أمام الناس.
قال البدر العيني: وجاء في بعض طرقه أنه كان معها صبي أيضًا، فصح أنه كان عند الناس، ولاسيما أنهم سمعوا قوله:"أنتم أحب الناس إلي" يريد بهم الأنصار وهم قوم المرأة (٢).
قال النووي: وأما المراد بالخلوة أنها سألته خفية بحضرة الناس، ولم تكن خلوة مطلقة، وهي الخلوة المنهي عنها (٣).
في الحديث أن أنس - رضي الله عنه - سمع بعض كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا يدل على أنها ليست بخلوة، فقوله (فخلا بها) يدل على أنه كان مع الناس فتنحى بها ناحيةً، لأن أنسًا سمع قوله:(والله إِنَّكُم لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيّ)(٤).
[الوجة الثالث: تحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخلوة بالنساء.]
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ الله أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: الْحَمْوُ المُوْتُ"(٥).