الجنة دار غرسها الله بيده، وجعلها مقرًا لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص. لذا رغب الشرع فيها ووصف لنا ما فيها، فإليك ذكر بعض ما جاء فيها.
وعَنْ عَبْدِ الله، قَال: قَال رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: الْجَنَّة أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ. (٢)
وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المُنْزِلَ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ الله غَالِيَة أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ الله الجْنَّةُ". (٣)
[ليس للجنة إلا طريق واحد.]
هذا مما اتفقت عليه الرسل من أولهم إلى خاتمهم صلوات الله وسلامه عليهم، وأما طرق الجحيم فأكثر من أن تحصى، ولهذا يوحد سبحانه سبيله ويجمع سبل النار كقوله تعالى {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[الأنعام: ١٥٣] وقال {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ}[النحل: ٩] أي ومن السبيل
(١) مسلم (٢٨٠٧). (٢) البخاري (٦٤٨٨). (٣) سنن الترمذى (٢٦٣٨). وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٩٥٤)