قصد، وقد خُوِّف من هذا بقوله: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤)} [الحاقة: ٤٤]، إلى غير ذلك من الأمور المزعجة التي تضعف عن إطاقتها البشرية. (١)
السَّابِعَةُ: كَلَامُ الله لَهُ مِنْهُ إلَيْهِ بِلَا وَاسِطَةِ مَلَكٍ كَمَا كَلَّمَ الله مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ - عليه السلام -، وَهَذِهِ الْمَرْتَبَةُ هِيَ ثَابِتَةٌ لِمُوسَى قَطْعًا بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَثُبُوتُهَا لِنَبِيِّنَا - صلى الله عليه وسلم - هُوَ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ. (٢)
الوجه الثالث: حال النبي عند نرول الوحي عليه وبيان كذب ما يدَّعون.
١ - في قصة الإفك، قالت عائشة: فوالله ما رام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء؛ حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شاتٍ، من ثقل الوحي الذي نزل عليه. (٣)
٢ - عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضي الله عنها - أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ - رضي الله عنه - سَأَلَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله كَيْفَ يَأْتِيكَ الوحي؟ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَحْيَانًا يأتيني مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ - وَهُو أشَدُّهُ عَلَىَّ - فَيُفْصَمُ عَنِّى وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لي الْمَلَكُ رَجُلًا فيكلمني فأعي مَا يَقُولُ"، قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الوحي في الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا. (٤)