عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ:"مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ وَهُوَ بَرِيءٌ مِمَّا قَالَ جُلِدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ"(٢).
وأعتق ابن عمر -رضي اللَّه عنه- مملوكًا له، ثم أخذ من الأرض عودًا أو شيئًا فقال: ما لي فيه من الأجر ما يساوي! هذا سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ"(٣).
[- العدل مع الرقيق والإحسان إليهم]
روى أن عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه- دَعَك أُذُن عَبْدٍ له على ذنب فعله، ثم قال له بعد ذلك: تقدم واقرص أذني، فامتنع العبد فألح عليه، فبدأ يقرص بخفة، فقال له: اقرص جيدًا، فإني لا أتحمل عذاب يوم القيامة، فقال العبد: وكذلك يا سيدي: اليوم الذي تخشاه أنا أخشاه أيضًا.
وكان عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه عنه- إذا مشى بين عبيده لا يميزه أحد منهم؛ لأنه لا يتقدمهم، ولا يلبس إلا من لباسهم.
ومر عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- يومًا فرأى العبيد وقوفًا لا يأكلون مع سادتهم، فغضب، وقال لمواليهم: ما للقوم يستأثرون على خدامهم؟ ثم دعا الخدم فأكلوا معهم.
ودخل رجل على سلمان -رضي اللَّه عنه- فوجده يعجن -وكان أميرًا- فقال له: يا أبا عبد اللَّه ما هذا؟ ! فقال بعثنا الخادم في شغل فكرهنا أن نجمع عليه عملين!