١ - كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أحسنَ الناس، وكان أجودَ الناس، وكان أشجعَ الناسِ، ولقد فزِع أهلُ المدينة ذاتَ ليلةٍ فانطلق ناسٌ قِبَلَ الصّوت (١) فتلقّاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعًا وقد سبقهم إلى الصّوت، وقد استبرأ الخبر (٢) وهو على فرس لأبي طلحة عري (٣) في عنقه السيف، وهو يقول: لن تراعوا وقال "وجدناه بحرًا"(٤) وكان الفرس قبل ذلك بطيئًا فعاد لا يُجارى (٥).
٢ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسُه القرآن، فلَرسول الله أجودُ بالخيرِ من الريح المرسَلة. (٦)
٣ - وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: كنا إذا احمرَّ البأس. (٧) نتّقي به، وإنّ الشّجاع منّا الذي يحاذي به - يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (٨)
(١) قبل الصوت: تجاهه. (٢) استبرأ الخبر: أي طلب آخره لقطع الشبهة. (٣) عري: أي ليس عليه سرج ولا أداة. (٤) أي: واسع الجري. (٥) رواه البخاري في صحيحه في عدة مواضع منها (١٨٢٠، ٢٨٦٧)، ومسلم (٢٣٠٧). (٦) رواه البخاري (٤٩٩٧)، ومسلم (٢٣٠٨). (٧) احمرار البأس: كناية عن شدة الحرب، واستعير ذلك لحمرة الدماء الحاصلة فيها في العادة، أو لاستعار الحرب واشتعالها كاحمرار الجمر. (٨) رواه مسلم (١٧٧٦).