[الوجه الرابع: إثبات أن الجن يأكلون ويشربون ويتغوطون]
غالب ما يسكن الجن في مواضع المعاصي، والنجاسات، كالحمامات والحشوش والمزابل، فعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"إِنَّ هَذِهِ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ فَإِذَا أتَى أَحَدُكُمْ الخَلَاءَ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِالله مِن الْخُبُثِ وَالخَبَائِثِ". (٣)
والمحضرة: مكان حضور الجن والشياطين.
وقد جاءت الآثار بالنهي عن الصلاة في هذه الأماكن، ومن أزواد الجن العظام، ففي الحديث: أن الجن سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزاد، فقال:"كُلُّ عَظْمٍ يُذْكَرُ اسْمُ الله عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ، أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ أَوْ رَوْثَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ". (٤)
وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُستنجى بالعظم والروث، وقال: إنه زَادُ إِخْوَانِكُمْ الجِنِّ. (٥)
إذا ثبت ذلك فلا مانع أن يدبر الشيطان حينما يسمع الأذان وله ضراط كما ثبت في الحديث.
الوجه الخامس: فضل الأذان، وأنه يطرد الشياطين.
(١) عمدة القاري ٥/ ١١٢، شرح النووي ٢/ ٣٢٨. (٢) فتح الباري ٢/ ١٠٤. (٣) سنن أبو داود (٦)، الحاكم في المستدرك ١/ ١٨٧، وصححه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في الصحيحة (١٠٧٠). (٤) الترمذي (٣٢٥٨) وقال: حديث حسن صحيح. (٥) مسلم (٢٦٢).