الجنين هو: الولد ما دام في بطن أمه لاستتاره فيه وجمعه أجنه وأجنن بإظهار التضعيف فسمي جنينا لاستتاره فأجنته المرأة جنينا أي حملته.
وجمع الجنين: أجنه وأجنن وقد جن الجنين في الرحم يجن جنا وأجنته الحامل سترته ومنه الجنون لاستتار عقله والجان لاستتاره عن أنظار الناس (٢).
١ - : حق الجنين في أبوين صالحين: بين القرآن الكريم، وكذا سنة رسوله الأمين -صلى الله عليه وسلم- في ضرورة الاهتمام والتدقيق عند اختيار الزوج وكذا الزوجة، وبين الله تعالى أن الأسرة الصالحة تنشأ بين أبوين صالحين يتقيان الله تعالى بإقامة أوامره والانتهاء عن نواهيه، قال تعالى:{وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}(الكهف: ٨٢)، فجعل العلة صلاح الأب الذي هو عليه الكسب غالبًا، فعليه أن يطعم زوجته التي تحمل ولده حلالًا طيبًا، والله تعالى يقول: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠٠)} [المائدة: ١٠٠]. فالخبيث الحرام، والطيب الحلال، والخبيث إن كثر لا يفلح ولا ينجب ولا تحسن له عاقبة، والطيب وإن قل نافع مفيد جميل العاقبة.
وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا}[البقرة: ١٦٨]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أتاكم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينه وَخُلُقَهُ فَأنكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تكُنْ فِتْنةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ قَالوا يَا رَسُولَ الله وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَال إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينه وَخُلُقَهُ فَأنْكِحُوهُ ... " (٣).
فقد جعل لقبول الرجل زوجًا للمرأة شرطين (الدين والخلق)، والدين يشمل إقامة
(١) أبو داود في الأدب (٤/ ٤٨٨٠)، والإمام أحمد في مسنده (٤١/ ٤٢٤)، والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٢٥٦)، وصححه الألباني في الترغيب والترهيب (٢٣٤٠). (٢) لسان العرب (١٣/ ٩٢ - ٩٣). (٣) الترمذي (١٠٨٥، ١٠٨٤)، وحسنه الألباني في الإرواء (١٨٦٨).