عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَيَسْألُونَهُ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ:"إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتكُمْ"، قَالَ هِشَامٌ: يَعْنِى: مَوْتهمْ (١).
وعند مسلم: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ الأَعْرَابُ إِذَا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فنظَرَ إِلَى أَحْدَثِ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ فَقَالَ:"إِنْ يَعِشْ هَذَا لَمْ يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ قَامَتْ عَلَيكمْ سَاعَتْكُمْ"، وفي رواية:"إِنْ يَعِشْ هَذَا الْغُلَامُ فَعَسَى أَنْ لَا يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"(٢).
وعَنْ أَنسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: مَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَة بْنِ شُعْبَةَ وَكَانَ مِنْ أقراني فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ يُؤَخَّرْ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ". (٣)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هُنَيْهَةً، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى غُلَامٍ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ فَقَالَ: "إِنْ عُمِّرَ هَذَا لَمْ يُدْرِكهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: ذَاكَ الْغُلَامُ مِنْ أَتْرَابِي يَوْمَئِذٍ (٤).
أثار المعترضون شبهتهم حول زمن القيامة، وقالوا: إن هذا الحديث يخالف الواقع، وقد مات الغلام ومرت مئات السنين ولم تقم الساعة حتى الآن؟
والجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: معنى الساعة في اللغة.
الوجه الثاني: قد تُطلق الساعة ويُراد بها موت الإنسان.
الوجه الثالث: العلة من تخصيص النبي - صلى الله عليه وسلم - (الساعة) بالموت.
(١) البخاري (٦٥١١). (٢) مسلم (٢٩٥٢). (٣) مسلم (٢٩٥٣). (٤) مسلم (٢٩٥٣).