ظن المعترض أن اسم الطبيب الذي ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - لله فيه غضاضة أو تنقص لله تعالى فقالوا: الله طبيب، كما في حديث أبي رمثة - رضي الله عنه -، أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "أرني هذا الذي بظهرك؛ فإني رجل طبيب، قال: "الله الطبيب؛ بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها". (١)
والجواب عن ذلك من وجوه:
[الوجه الأول: كل اسم محلى بالألف ووافق شروط التسمية لله من التنزيه فنحن نؤمن به على الوجه اللائق بالله سبحانه، والاسم منسوب لله تعالى فنحن نسميه بهذا الاسم.]
قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣)} [الحشر: ٢٣]، فالملك والقدوس والسلام والمؤمن والمهيمن والعزيز والجبار والمتكبر من أسماء الله تعالى، وهي أسماء بالغة الحسن تحمل صفات الكمال لله تعالى، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٨٠)} [الأعراف: ١٨٠].
[الوجه الثاني: اسم الله الطبيب.]
يوصف الله -عَزَّ وَجَلَّ- بأنه (الطَّبيب)، وهذا ثابت بالحديث الصحيح.
وقد دل على ذلك:
١ - حديث أبي رمثة - رضي الله عنه -، أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أرني هذا الذي بظهرك، فإني رجل طبيب. قال: "الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها". (٢)
٢ - حديث عائشة - رضي الله عنهما -: قالت: ثم مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعت يدي على صدره فقلت: اذهب البأس، رب الناس، أنت الطبيب، وأنت الشافي، وكان رسول الله يقول:
(١) سيأتي تخريجه. (٢) صحيح. رواه أبو داود واللفظ له (٣٥٤٤)، والإمام أحمد (٧١٠٩، ٧١١٠)، وابن حبان في صحيحه (٥٩٩٥) وغيرهم. وصححه الألباني في الصحيحة (١٥٣٧)، وأحمد شاكر في المسند.