قال النووي: وفيه فوائد منها بيان شجاعته -صلى الله عليه وسلم- من شدة عجلته في الخروج إلى العدو قبل الناس كلهم بحيث كشف الحال ورجع قبل وصول الناس. (٢)
حيائه وعدم مواجهة الناس بالعتاب -صلى الله عليه وسلم-: وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد الناس حياءً وأكثرهم عن العورات إغضاء، قال الله تعالى:{إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}(الأحزاب: ٥٣). (٣)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي قال: كَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ. (٤) ومحل وجود الحياء منه -صلى الله عليه وسلم- في غير حدود الله. (٥)
وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍ وقَال: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَقَال: قَال رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنكُمْ أَخْلَاقًا. (٦)
حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه مع أصناف الخلق -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}(آل عمران: ١٥٩). وقال تعالى:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}(المؤمنون: ٩٦). وقَال أَنسٌ -رضي الله عنه-: "خَدَمْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- عَشْرَ سِنِينَ فَما قَال لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَال لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَهُ؟ وَلَا لِشَيْءٍ
(١) (البخاري (٦٠٣٣)، مسلم (٢٣٠٧). (٢) شرح النووي على مسلم ٨/ ٧٥. (٣) الشفا ١/ ١٢٩. (٤) البخاري (٦١٠٢)، مسلم (٢٣٢٠) واللفظ له. (٥) فتح الباري ٦/ ٦٥٠. (٦) البخاري (٣٥٥٩)، مسلم (٢٣٢١). (٧) صحيح. رواه أبو داود في سننه (٤٧٨٨)، وصححه الألباني في الصحيحة (٢٠٦٤).