التميمي، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال:"من لا يرحم لا يُرحم"(١).
٨ - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاء أعرابى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنكم تقبلوا الصبيان، ولا نُقبلهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك". (٢)
[رحمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالحيوان]
١ - وعن سهيل بن الحنظلية قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال:"اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة"(٣). المعجمة: التي لا تنطق".
٢ - وعن عبد الله، عن أبيه قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا (حُمرة) معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة، فجعلت تُعرش، فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها"، ورأى قرية نمل قد أحرقناها، فقال: "من أحرق هذه؟ " قلنا: نحن، قال: "لا ينبغي أن يُعذب بالنار إلا رب النار". (٤)(الحمرة: طائر يشبه العصفور)، (تُعرش: ترفرف).
٣ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إنما أنا بشر، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته، فاجعلها له زكاة وأجرًا" (٥).
وكان - صلى الله عليه وسلم -، يُصغي للهرة الإناء، فتشرب ثم يتوضأ، بفضلها، (يصغي، يميل)(٦).
٤ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته" (٧).
٥ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجل واضع رجله
(١) البخاري (٥٩٩٧)، ومسلم (٢٣١٨). (٢) البخاري (٥٩٩٨)، ومسلم (٢٣١٧). (٣) أبو داود (٢٥٤١)، وابن خزيمة (٢٥٤٥). (٤) أبو داود (٢٦٧٥)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٢٣٩). (٥) رواه مسلم (٢٦٠١). (٦) رواه الدارقطني (٢١٥)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ١٩). وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٩٥٨). (٧) مسلم (١٩٥٥).