وقال البخاري: يجري الصواب على ألسنتهم، وقال النووي: وفي الحديث إثبات كرامات الأولياء (٣).
[عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وما له في الجنة]
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشَفَةً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلَالٌ. وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ لِعُمَرَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ. فَقَالَ عُمَرُ بِأَبِي وأمي يَا رَسُولَ الله أَعَلَيْكَ أَغَارُ" (٤).
وهذه شهادة من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن عمر في الجنة، وقد قال في حديث العشرة (وعمر في الجنة)(٥).
[عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - العالم]
عن عروة أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ شَرِبْتُ يَعْنِي اللَّبَنَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى الرِّيِّ يَجْرِي فِي ظُفُرِي أوْ فِي أَظْفَارِي ثُمَّ نَاوَلْتُ عُمَرَ فَقَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ يا رسول الله؟ قال: الْعِلْمَ (٦). وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ - رضي الله عنه - يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ، وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسولَ الله؟ قَالَ: الدِّينَ (٧).
(١) سنن الترمذي من حديث ابن عمر (٣٦٨٢)، مسند أحمد (٢/ ٤٠١، ٥٣)، قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٢٩٠٨). (٢) شرح النووي (٨/ ١٨٠: ١٧٦). (٣) شرح النووي (١/ ١٨٠)، وانظر عمدة القاري (٤/ ١٤٣). (٤) البخاري (٣٦٧٩)، مسلم (٢٣٩٥) عن أبي هريرة. (٥) الترمذي (٣٧٤٧)، أبو داود (٤٦٤٩)، ابن ماجه (١٣٣)، وصححه الألباني في الصحيحة (٢٣١٩). (٦) البخاري (٣٦٨١)، مسلم (٢٣٩١). (٧) مسلم (٢٣٩٠).