الطين -سلالة من طين- طين لازب، فإنه تعالى مزج بين الأرض والماء ليمتزج الكثيف فيصير طينًا وهو قوله:{إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ}، ثم قال:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ}(المؤمنون: ١٢)، والسلالة بمعنى: المفعولة؛ لأنها هي التي تسل من ألطف أجزاء الطين (١).
وهذا الطين يتميز بخاصية وصفة اللزوجة (طين لازب)، وكان الطين لازبًا أي: لاصقًا، وقيل: لزجًا وفي هذا يقول تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ}(الصافات: ١١).
قال ابن منظور: ولَزِبَ الطينُ يَلْزُبُ ولُزُويًا، ولزُبَ: لَصِقَ وصَلُب، وفي حديث عليّ -رضي اللَّه عنه-: دخَل بالبَلَّةِ حتى لَزَبَتْ أَي لَصقتْ ولزمت، وطينٌ لازبٌ أَي: لازقٌ؛ قال اللَّه تعالى:{مِنْ طِينٍ لَازِبٍ}.
رابعًا: المرحلة الحمنية.
حيث تحول الطين إلى مادة أخرى مشتقة منه هي الحمأ أي: الطين المتغير أو الطين المنتن، فقد صار هذا الطين اللازب منتنًا، فقال تعالى في ذلك:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}(الحجر: ٢٦).
قال الرازي: الحَمَأُ: بفتحتين والحَمَأةُ بسكون الميم الطين الأسود، حمأ: الحَمْأَةُ، والحَمَأُ: الطين الأَسود المُنتن، وفي التنزيل:{مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}(الحجر: ٢٦)(٢).
المَسْنون: المُنْتِن، وقوله تعالى:{مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} قال أَبو عمرو: أَي متغير منتن، وقال أَبو الهيثم: سُنَّ الماءُ فهو مَسْنُون أَي: تغيَّر (٣).
قال شمس الدين محمد بن أحمد الشربيني:(من حمأ) أي: طين أسود منتن (مسنون)، أي: مصوّر بصورة الآدمي.
= ابن حبان (١٤/ ٢٩)، والحاكم (٢/ ٢٨٨)، والألباني في صحيح أبي داود (٣٩٢٦). (١) تفسير الفخر الرازي ٨/ ٧٥. (٢) لسان العرب ١/ ٦١. (٣) لسان العرب ١٣/ ٢٢٧.