فمما سبق يتبين الخير في الأولين، والبلادة والسمنة وعدم الورع والزهد والإقبال على ما ليس من حق في الآخرين أو في معظمهم إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، لذلك كان السابقون لدرجة السابقين كثر في الأولين وقليل في الآخرين، فقال تعالى عن السابقين: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} أما أصحاب اليمين فهي منزلة أقل من منزلة السابقين، فكان السابقون لها في الأولين والآخرين كثير؛ فلذلك قال: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ}.