قال ابن جرير: وقوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} يقول تعالى ذكره: فبين لها ما ينبغي لها أن تأتي أو تذر من خير، أو شرّ أو طاعة، أو معصية. (١)
ذكر من قال ذلك:
عن ابن عباس، قوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} يقول: بَيَّنَ الخيرَ والشرَّ. (٢)
عن مجاهد {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} قال: عَرَّفَها. (٣)
عن قتادة {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)}: فبَيَّن لها فجورها وتقواها. (٤)
عن الضحاك بن مزاحم {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} قال: الطاعةَ والمعصيةَ. (٥)
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنَّ الله جعل فيها ذلك.
ذكر من قال ذلك:
قال ابن زيد، في قوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} قال: جعل فيها فجورَها وتقواها. (٦)
الوجه الثاني: الرب يضلل الناس في كتبهم المقدسة
(١) تفسير الطبري (٣٠/ ٢١٠). (٢) إسناده ضعيف. أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢١٠). فيه على بن أبى طلحة صدوق يخطئ ثم هو لم يسمع من ابن عباس التفسير فهو مرسل (جامع التحصيل ١/ ٢٤٠). (٣) أخرجه الطبرى في تفسيره (٣٠/ ٢١٠). من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد به. (٤) إسناده صحيح. أخرجه عبد الرزاق في التفسير (٣٦٢٧) من طريق معمر، وأخرجه الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢١٠) من طريق سعيد. كلاهما عن قتادة به. (٥) حسن. أخرجه عبد الرزاق في التفسير (٣٦٢٨) من طريق ابن أبي داود. وأخرجه الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢١٠) من طريق عبيد كلاهما عن الضحاك به. (٦) أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢١٠) حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب عن ابن زيد به.