- وأما الجدل فقد حوت آياته من البراهين، والمقدمات، والنتائج، والقول بالموجب والمعارضة، وغير ذلك شيئًا كثيرًا، ومناظرة إبراهيم نمرود، ومحاجته قومه أصل في ذلك عظيم. وأما الجبر والمقابلة، فقد قيل: إن أوائل السور فيها ذكر مدد وأعوام وأيام لتواريخ أمم سالفة، وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ مدة أيام الدنيا، وما مضى وما بقي مضروب بعضها في بعض. وأما النِّجامة ففي قوله:{أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ}[الأحقاف: ٤] فقد فسّره بذلك ابن عباس
قال الباقلاني: واعلم أن من قال من أصحابنا: إن الأحكام معلّلة بعلل موافقة لمقتضى العقل، جعل هذا وجهًا من وجوه الإعجاز، وجعل هذه الطريقة دلالةً فيه، كنحو ما يعلّلون به الصلاة، ومعظم الفروض وأصولها. ولهم في كثير من تلك العلل طرق قريبة، ووجوه تستحسن. (٢)
- إعجاز القرآن في كونه صالحًا ومُصلحًا لكل زمان ومكان:
(١) الإتقان في علوم القرآن (٤/ ٨٤: ٨٦). (٢) إعجاز القرآن (١/ ٤٧).