[الوجه الثاني: تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم -.]
قال الله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥)} (الشعراء: ٢١٥)
وعن عياض بن حمارٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحدٍ، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ. (٣)
وعن أنس - رضي الله عنه - أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله. (٤)
وعنه أيضًا قال: إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتنطلق به حيث شاءت (٥).
وبالرغم من أنه خير خلق الله، إلا أنه كان - صلى الله عليه وسلم - أشد الناس تواضعًا، وهذا تصديقًا لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ الله عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهَّ إِلَّا رَفَعَهُ الله. (٦)
* * *
(١) معالم السنن (١/ ٩٩). (٢) شرح النووي (٢/ ١٩٩: ١٩٨)، وانظر فتح الباري (١/ ٣٨٨: ٣٨٧). (٣) مسلم (٢٨٦٥). (٤) البخاري (٥٨٩٣)، مسلم (٢٣١٠). (٥) البخاري (٥٧٢٤). (٦) مسلم (٢٥٨٨).