ولا ولاية لكافر على مسلم، فعادت ولايتها لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حيث قال:"والسلطان ولي من لا ولي له". (١)
[٢ - تحرير القول في خولة بنت حكيم]
تقدم أنه قد صح عن عائشة وعروة أن خولة بنت حكيم وهبت نفسها للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يتزوجها ولم يدخل بها وإليك بيان ذلك:
تقدم في المبحث الثالث في تخريج أثر عروة أن معمر ممن روي الأثر عن عروة (٢)، وقد زاد معمر في روايته أن عروة قال:"ولم أسمع أنه قبلها"، وهذه زيادة ثقة، فمعمر إمام ثقة، وهذه الزيادة لا تنافي.
أنه لم يذكرها أحد ممن ذكر أزواج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أزواجه بل عدها ابن الجوزي في فيمن لم يدخل بهن -صلى اللَّه عليه وسلم-. (٣)
[٣ - تحرير القول في أم شريك.]
تقدم في الوجه الثالث أنه قد صح عن أم شريك، وعروة، وعلي بن الحسين، والشعبي: أن أم شريك وهبت نفسها للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلا أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يتزوجها ولم يدخل بها، وإليك بيان ذلك:
أ- أنه قد تقدم أنه قد صح عن الشعبي أنه قال "وأرجأ بعضهن لم يتزوجن بعده، منهن أم شريك الدوسية".
ب- لم يذكرها أحد من أهل العلم فيمن دخل بهن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
جـ- أن ابن حبان عندما ترجم لها ذكر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يدخل بها (٤)، وقال ابن عبد البر في ترجمة أم شريك قال:"وقد ذكرها بعضهم في أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا يصح من ذلك شيء لكثرة الاضطراب فيه". (٥)
(١) انظر: شرح مشكل الآثار (١٤/ ٤٥١). (٢) كما عند عبد الرزاق في المصنف (١٢٢٦٩). (٣) زاد المسير (٥/ ١٤٣). (٤) الثقات (٣/ ٣٢٨)، وكذا ابن الجوزي في زاد الميسر (٥/ ١٤٣). (٥) الاستيعاب (٤/ ١٩٤٣).