كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

الشبهة الأولى: عدم مشاركة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في الجمع. - الوجه الثاني: زيد - رضي الله عنه - لم يكن وحده الذي قام بالمهمة. - ج: 5 - ص: 45

في زيد حتى جعلته الجدير بتنفيذ هذه الغاية السامية؟ (١).

[الوجه الثاني: زيد - رضي الله عنه - لم يكن وحده الذي قام بالمهمة.]

أضف إلى ذلك أن عثمان - رضي الله عنه - ضم إليه ثلاثة، ثم كان هو وجمهور الصحابة مشرفين عليهم مراقبين لهم، وناهيك في عثمان - رضي الله عنه - أنه كان من حفاظ ومعلمي القرآن (٢).

[الوجه الثالث: هذا السؤال لا محل له من الإعراب.]

هذا السؤال لا محل له من الإعراب؛ لأنه لو فُرض أن عليًا - رضي الله عنه - أدرج اسمه ضمن فريق العمل في جمع القرآن لكان السؤال قائمًا: لماذا لم يدرج فلان وفلان من الصحابة وهلم جرًا؟ ، فلا ينبغي أن يسأل هذا السؤال؛ لأن المهم أن الجمع كان بمثابة فرض كفاية على الأمة، فقام به بعض فلا حرج على الباقين، والصحابة كلهم عدول.

[الوجه الرابع: جمع القرآن في مرحلتيه بعلم وإقرار من علي - رضي الله عنه -.]

كان جمع القرآن في مرحلتيه بعلم وإقرار من علي - رضي الله عنه -، ولو كان في الأمر أدنى ريبة لأبدى نصحه، وسجل اعتراضه نصحًا للأمة، ولكن صح عن على أنه قال: أعظم الناس أجرًا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمعه بين اللوحين (٣).

وأخرج ابن أبي داود بإسناد صحيح من طريق سويد بن غفلة قال: قال علي - رضي الله عنه -: لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا (٤).

[الشبهة الثانية: اعتراض ابن مسعود - رضي الله عنه - على كيفية جمع القرآن في عهد عثمان]

[نص الشبهة]

يقولون: ورد أن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: يا معشر المسلمين أُعزل عن نسخ المصاحف، ويتولاه رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر.

---

(١) مناهل العرفان في علوم القرآن ١/ ١٩٧.
(٢) المصدر السابق.
(٣) سبق تخريجه في مقدمة جمع القرآن.
(٤) المصاحف ١/ ٢٠٥ وراجع الفتح ٩/ ١٨.