في حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الْعَيْنُ حَقٌّ" كيف يكون للعين قدرة على النفع والضرر، وهل ذلك مخالف لقدرة الله؟ .
والرد على ذلك من وجوه:
[الوجه الأول: إثبات أن العين حق من القرآن والسنة.]
الوجه الثاني: كيف يكون للعين تأثير؟ وأن هذا واقع في عالمنا.
الوجه الثالث: ماذا يفعل المعيون عند إصابته بالعين؟
الوجه الرابع: العين والحسد في الكتاب المقدس.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: إثبات أن العين حق من القرآن والسنة.]
أولًا: من القرآن: قال تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (٥١)} [القلم: ٥١].
قال الإمام الطبرى: يقول جل ثناؤه: وإن يكاد الذين كفروا يا محمد ينفذونك بأبصارهم من شدة عداوتهم لك، ويزيلونك فيرموا بك عند نظرهم إليك غيظًا عليك، وقد قيل: إنه عنى بذلك: وإن يكاد الذين كفروا مما عانوك (١) بأبصارهم ليرمون بك يا محمد ويصرعونك كما تقول العرب: كاد فلان يصرعني بشدة نظره إليَّ، قالوا: وإنما كانت قريش عاينوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصيبوه بالعين فنظروا إليه ليعينوه، وقالوا: ما رأينا رجلًا مثله أو إنه لمجنون، فقال الله لنبيه عند ذلك: وإن يكاد الذين كفروا ليرمونك بأبصارهم {لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}. (٢)
(١) عان الرجل يعينه عينًا أصابه بالعين؛ لسان العرب (عين). (٢) تفسير الطبري ١٢/ ٢٠٣.