كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

الوجه الأول: الحديث لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يجوز الاحتجاج به وذلك من وجوه - ٣ - إجماع أهل الحديث على ضعفه. - ج: 10 - ص: 352

وقد اختلف في ذلك لاختلاف ما ورد في ذلك: ما ورد أنه لم يشهد ليلة الجن ما رواه مسلم من حديث الشعبي عن علقمة قال: سألت ابن مسعود هل شهد منكم أحد مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: قال: لا, ولكنا كنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب. . . . الحديث. (١)

وقد جمع البيهقي بين من قال: إن ابن مسعود كان معه ومن أنكر وهو صحيح فقال في دلائل النبوة: وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- لم يكن مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة الجن، وإنما كان معه حين انطلق به وبغيره يريهم آثارهم وآثار نيرانهم. (٢)

وقيل: بأن ليلة الجن كانت مرتين: ففي أول مرة خرج إليهم لم يكن مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ابن مسعود ولا غيره كما هو ظاهر حديث مسلم، ثم بعد ذلك خرج معه ليلة أخرى. (٣)

[٣ - إجماع أهل الحديث على ضعفه.]

قال ابن حجر: وهذا الحديث أطبق علماء السلف على تضعيفه (٤).

النووي: فحديث ابن مسعود ضعيف بإجماع المحدثين (٥).

وقال في شرحه لمسلم: وحديث النبيذ ضعيف باتفاق المحدثين (٦).

ابن عدي: ولا يصح هذا الحديث عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو خلاف القرآن (٧).

ابن المنذر: فحديث ابن مسعود في إسناده مقال (٨).

---

(١) أخرجه مسلم (٤٤٩).
(٢) ذكره الزيلعي في نصب الراية (١/ ١٤٣).
(٣) السابق (١/ ١٤٤).
(٤) فتح الباري (١/ ٤٢٢).
(٥) المجموع (١/ ٩٤).
(٦) شرح النووي مسلم (٢/ ٤٠٦).
(٧) الكامل (٧/ ٢٩٢).
(٨) الأوسط (١/ ١٨).