وإليه ذهب الشيخ العلامة أبو العباس ابن تيمية وأبو الحجاج المزي. (٤)
قال ابن كثير: قال الزمخشري: ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن وإنما كررت؛ ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت، كما كررت قصص كثيرة وكرر التحدي بالصريح في أماكن، وجاء منها على حرف واحد كقوله:{ص}{ن}{ق}، وحرفين {حم}، وثلاثة مثل {الم}، وأربعة مثل:{المَر} و {المص}، وخمسة مثل:{كهيعص} و {حم (١) عسق} لأن أساليب كلامهم على هذا من الكلمات ما هو على حرف واحد، وعلى حرفين، وعلى ثلاثة، وعلى أربعة، وعلى خمسة لا أكثر من ذلك.
وقال أيضًا: ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن، وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسع وعشرين سورة، ولهذا يقول تعالى: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: ١، ٢] , {الم (١) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} [آل عمران: ١ - ٣] وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة هذا الوجه لمن أمعن النظر. (٥)
[الوجه الرابع: هذه الأحرف دالة على صدق النبوة.]
قال الزرقاني: إن هذه الحروف من أعجب المعجزات، والدلالات على صدق
(١) مفاتيح الغيب (٢/ ٦). (٢) الجامع لأحكام القرآن (١/ ١٧٦). (٣) الكشاف للزمخشري (١/ ٢٨). (٤) تفسير ابن كثير (١/ ٢٥٦). (٥) تفسير ابن كثير (١/ ٢٥٦: ٢٥٧)، الكشاف (١/ ٣٠)، أضواء البيان (٣/ ٥).