عَنْ عَمْرَةَ قَالتْ: قِيلَ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ، قَالتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ، يَفلي ثَوْبَهُ، يَحْلِبُ شَاتَهُ، وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ. (٣) عَنْ أنسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ المُدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فتنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ. (٤)
قال ابن حجر: وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع لذكره المرأة دون الرجل والأمة دون الحرة وحيث عمم بلفظ الإماء أي أمة كانت وبقوله (حيث شاءت) أي: من الأمكنة. (٥)
عدله وأمانته وعفته وصدق لهجته -صلى الله عليه وسلم-: فكان -صلى الله عليه وسلم- آمن الناس، وأعدل الناس، وأعف الناس، وأصدقهم لهجة، وقد اعترف له بذلك محادوه وعداه، وكان يسمى قبل نبوته: الأمين، قال ابن اسحاق: كان يسمى الأمين بما جمع الله فيه من الأخلاق الصالحة. (٦)
ولما اختلفت قريش وتحاربت عند بناء الكعبة فيمن يضع الحجر حكموا أولى داخل عليهم فإذا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- داخل وذلك قبل نبوته فقالوا: هذا محمد؟ هذا الأمين قد رضينا به. (٧)
ونبينا -صلى الله عليه وسلم- أصدق الناس، وسأل هرقل أبا سفيان فقالى: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَال؟ قال: لا. (٨)
خوفه من ربه، وطاعته له وشدة عبادته -صلى الله عليه وسلم-: وأما خوفه ربه وطاعته له وشدة عبادته
(١) شرح النووي ٨/ ١٣٥. (٢) البخاري (٦٧٦). (٣) صحيح. الشمائل للترمذي ص ٢٨٣، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٦٧١). (٤) البخاري (٦٠٧٢). (٥) فتح الباري ١٠/ ٥٥٢. (٦) الشفا ١/ ١٤٨. (٧) الشفا ١/ ١٤٨. (٨) البخاري (٧)، مسلم (١٧٧٣).