السؤال الأول الذي نوجِّهه لكل من يتلفظ بهذه الشبهات ألا وهو: لماذا اختار ورقة محمدًا لأمر النبوة مع أن محمدًا كان أميًا (١)، وكان فقيرًا، ولم يكن رئيس قبيلة؟ .
الوجه السابع: لم يرد ثناء من النبي - صلى الله عليه وسلم - على ورقة لأنه علَّمه.
بالرغم من أنه دافع عن عرضه، وذكر كرامته في الآخرة؛ عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا تسبوا ورقة بن نوفل فإني قد رأيت له جنة أو جنتين"(٢).
ويوضح قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ما في زيادات المغازي ليونس بن بكير؛ أخرجه عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سابَّ أخ لورقة رجلًا، فتناول الرجل ورقة فسبه فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هل علمت أني رأيت لورقة جنة أو جنتين، فنهى عن سبه (٣).
فكان من المتوقع أن يقول: لا تسبوا ورقة بن نوفل فإن له فضلًا علي؛ علمني بعد جهلي، فإن النبي عندما كان هناك شيء بين أبي بكر وعمر، فَسَأَله أبو بكر أَنْ يَغْفِرَ له فَأَبَى عمر، قال: فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الله بعثني إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ، وواساني بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لي صاحبي"(٤).
[المطلب الرابع: عدد اللقاءات بين ورقة ومحمد - صلى الله عليه وسلم -.]
شبهة كون محمد - صلى الله عليه وسلم - كان ملازمًا تمامًا لورقة؛ لأنه تلميذ يتلقى العلم من أستاذه، وقد
(١) انظر بحث أمية الرسول. (٢) سبق تخريجه. (٣) الإصابة ٦/ ٦٠٩. (٤) رواه البخاري (٣٤٦١).