استوطنوا المدينة قبل المهاجرين إليها. فهم الذين استوطنوا المدينة واعتقدوا الإيمان وأخلصوه يحبون المهاجرين ولا يحسدونهم على فضل الله أعطاه الله لهم. (١)
٣ - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ". (٢)
٤ - عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قال: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال في الأنصار:"اللهم أنتم مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، اللهمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ". (٣)
٥ - وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئهِمْ". (٤)
وفي حديث أبي هريرة "لَوْلَا الهجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءًا مِنْ الْأنصَارِ".
وعن أنس - رضي الله عنه - قال:"خَرَجْتُ مَعَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله الْبَجَليِّ فِي سَفَرٍ فَكَانَ يَخْدُمُنِي، فَقُلْتُ لَهُ: لَا تَفْعَلْ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الْأَنْصَارَ تَصْنَعُ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا آلَيْتُ أَنْ لَا أَصْحَبَ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا خَدَمْتُهُ. وَكَانَ جَرِيرٌ أسن مِنْ أَنَسٍ". (٥)
[ثالثا: ذكر بعض مواقف الأنصار من المهاجرين عند الهجرة]
١ - عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه -: لمَّا قَدِمْنَا المدِينَةَ آخَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا، فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي، وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا فَإِذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَهَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَا حَاجَةَ لِي
(١) تفسير القرطبي (١٨/ ٢٠) بتصرف. (٢) مسلم (٢٥٠٦). (٣) مسلم (٢٥٠٨). (٤) مسلم (٢٥١٠). (٥) مسلم (٢٥١٣).