كما أن بطرس لم ينص على أسماء الإنجيليين، ولا يُدرى مقصوده، فلعله كان يقصد بعض الكثيرين الذين كتبوا حينذاك، ثم اعتبرت الكنيسة كتاباتهم مزيفة." (١)
[هل يليق هذا بالأنبياء؟]
وتمتلئ الأناجيل والأسفار بالدلائل التي تكذب القول بإلهامية هؤلاء الذين ينبغي أن تعرض نبوتهم على الميزان الذي اقتبسه تلاميذ المسيح من معلمهم، فقد جاء في رسالة يوحنا الأولى: "١ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لَا تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ الله؟ لأَنَّ أنبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالمِ." (يوحنا (١) ٤/ ١).
وبتطبيق هذا النص يتضح الآتي:
١ - يهوذا الخائن:
هل يليق أن يكون يهوذا - الذي عُد من الاثني عشر تلميذًا الذين أرسلهم المسيح خائنا ويبيع المسيح بثلاثين من الفضة؟ فمثل هذه الخيانة لا تصدر عن الرسل، وهي دليل يمنع دعوى نبوة ورسالة التلاميذ.
٢ - بطرس اللئيم:
كما لا يصدر عن الأنبياء والرسل ما فعله بطرس عندما تخلى عن المسيح وأنكره في ليلة من أصعب الليالي ثلاث مرات (انظر لوقا ٢٢/ ٣٤)، ولوقا يقول على لسان المسيح: "٩ وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ النَّاسِ، يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلَائِكَةِ الله." (لوقا ١٢/ ٩)، إن هذا الإنكار دعا القس إبراهيم سعيد إلى وصف بطرس بأنه "الغارق في بحر الكفر" (٢)، ولم يشفع له طول صحبته للمسيح.
٣ - بطرس الشيطان:
كيف يكون الرسول الملهم الممتلئ من الروح القدس شيطانًا؟ " ٢٣ فَالْتَفَتَ وَقَال لِبُطْرُسَ: "اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لَا تَهْتَمُّ بِمَا لله لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ". " (متى ١٦/ ٢٣).
(١) المصدر السابق (٢٥ - ٢٦). (٢) شرح بشارة لوقا، إبراهيم سعيد (ص ٥٨٠).