قال قتادة - رضي الله عنه -: فإن الدين واحد والشريعة مختلفة. (٢)
وقال أيضًا في تفسيرها: سبيلًا وسُنّة. والسنن مختلفة: للتوراة شريعة، وللإنجيل شريعة، وللقرآن شريعة، يحلُّ الله فيها ما يشاء، ويحرِّم ما يشاء بلاءً، ليعلم من يطيعه ممن يعصيه. ولكن الدين الواحد الذي لا يقبل غيره: التوحيدُ والإخلاصُ لله، الذي جاءت به الرسل. (٣)
والدليل على ذلك من السنة:
حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ". (٤)
ومعنى الحديث أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع (٥).
[الوجه الثالث: ذكر بعض خصائص القرآن الكريم والإسلام.]
١ - الخلود: بمعنى أن دين الإسلام لا يزاحمه دين أبدًا، لأنه دين الفطرة، دين الخلود إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. قال الله - عز وجل -: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: ١٩].
(١) تفسير الطبري (٦/ ٢٧٠) وهو ضعيف، فيه سيف بن عمر التميمي ضعيف الحديث. (٢) أخرجه عبد الرزاق (٧٢٠) وعنه الطبري (٦/ ٢٧٠) وابن أبي حاتم (٦٤٨٧) من طريق معمر عن قتادة، وهذا إسناد صحيح. (٣) الطبري (٦/ ٢٦٩) وابن أبي حاتم (٦٤٨٨) من طريق يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة. وزاد نسبته السيوطي في الدر المنثور (٣/ ٩٦) إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ. (٤) أخرجه البخاري (٣٤٤٣)، ومسلم (٢٣٦٥). (٥) فتح الباري (٦/ ٥٦٤)، وشرح النووي (٨/ ١٣٢).