وعن عبد الله بن عمرو، أن رجلًا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني فقير ليس لي شيء ولي يتيم، "قال: كل من مال يتيمك غير مسرف، ولا مباذر، ولا متأثل"(١)، وعن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: {وَلَا تَقْرَبُوا مَال الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[الأنعام: ١٥٢]، {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَال الْيَتَامَى ظُلْمًا}[النساء: ١٠] فشق ذلك على المسلمين، فشكوا ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ}(البقرة: ٢٢٠) إلى قوله "لأعنتكم"(٢) وعن ابن عباس -رحمه الله- في قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَال الْيَتَامَى ظُلْمًا} قال: كان يكون في حجر الرجل اليتيم، فيعزل له طعامه وشرابه وآنيته، فشق ذلك على المسلمين، فأنزل الله -عز وجل- {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} فأحل لهم خلطتهم". (٣)
اجتناب التعدي على ماله: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَال الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (١٠)} [النساء: ١٠]. أي: إذا أكلوا أموال اليتامى بلا سبب، فإنما يأكلون نارا تتأجج في بطونهم يوم القيامة". (٤) وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكر منها:"أكل مال اليتيم". (٥)
كفالته: لقوله -صلى الله عليه وسلم- "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وقال بإصبعيه السبابة والوسطى". (٦)
الشفقة والبر: قال الله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨)} [الإنسان: ٨]. أي: هؤلاء الأبرار يطعمون الطعام على حبهم إياه وشهوتهم له وقوله
(١) أخرجه النسائي (٦/ ٢٥٦)، وابن ماجه (٢٧١٨)، وأبو داود (٢٨٧٢)، وقال الألباني: حسن صحيح في صحيح النسائي (٣٤٢٩). (٢) أخرجه النسائي ٦/ ٢٥٦، وأبو داود (٢٨٧١)، وحسنه الألباني في صحيح النسائي (٣٤٣٠). (٣) أخرجه النسائي في كتاب الوصايا (٦/ ٢٥٦)، وحسنه الألباني في صحيح النسائي (٣٤٣١). (٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/ ٣٦٥). (٥) البخاري (٢٧٦٦) ومسلم (٨٩). (٦) أخرجه البخاري (٦٠٠٥)، ومسلم بنحوه (٢٩٨٣) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.