قدرًا وشرعًا، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة) (١).
ولكن ينبغي أن يعلم أيضًا أن التداوي نوعان: تداوي مادي وتداوي روحي وهو التداوي بالقرآن والأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال -عز وجل-: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[الإسراء: ٨٢]. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو للمريض فيقول:"أذهب البأس، رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا". (٢)
[١٧ - حق المريض]
١ - حقه في التداي: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّهُ قَال: "لِكُل دَاءٍ دَوَءٌ فَإِذَا أصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ الله -عز وجل- (٣)، فهذا يوضح ثبوت الأسباب والمسببات، وإبطال قول من أنكرها.
وله الحق في التداوي، ولو بشيء محرم اضطرارًا، عَنْ أَنسٍ قَال: رَخَّصَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لِلزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ في لُبْسِ الحرِيرِ لحِكَّةٍ كانت بِهِمَا (٥).
٢ - حقه في العيادة: قال البراء: أمَرَنَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِاتِّبَاعِ الجنَائِزِ وَعِيَادَةِ المُرِيضِ (٦).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: حَقُّ المسْلِمِ عَلَى المسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيته فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وإذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ الله فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا
(١) زاد المعاد (٤/ ١٢). (٢) البخاري (٥٦٧٥)، مسلم (٤٨). (٣) مسلم (٢٢٠٤). (٤) زاد المعاد (٤/ ١٦: ١٣). (٥) البخاري (٢٧٦٤)، مسلم (٢٠٧٦). (٦) البخاري (١١٨٢)، مسلم (٢٠٦٦).