وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [النحل: ٤٩] والشمس داخلة في دواب السماء؛ لأن معنى الدبيب السير والحركة، والشمس متحركة تجري لمستقر لها كما هو معلوم بنص القرآن (١).
[الوجه الثالث عشر: الجهل بحقيقة الشمس.]
فلو سألنا المعترض هل تيسرت لك آلات تستطيع بها رؤية الشمس والاقتراب منها ودراسة طبيعتها وجغرافيتها هذا ما لم يتوصل إليه أحد ولن يستطيع فلا معنى للاعتراض.
[الوجه الرابع عشر: الجهل بكنه العرش.]
قال تعالى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٦)} {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ}{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، في غير ما آية من القرآن: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}، وفي دعاء الكرب المروي في الصحيح:"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا هو رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم (٢).
وفي صحيح البخاري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وفوقه عرش الرحمن" (٣).
يروى وفوقه بالنصب على الظرفية، وبالرفع على الابتداء، أي: وسقفه، وذهب طائفة من أهل الكلام إلى أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه محيط بالعالم من كل جهة، وربما سموه: الفلك الأطلس، والفلك التاسع! وهذا ليس بصحيح؛ لأنه قد ثبت في
(١) رفع اللبس عن حديث سجود الشمس. (٢) مسند أحمد (٤/ ٢٣٠). (٣) البخاري (٢٧٩٠).