خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة القوم فساء صباح المنذرين"، فخرجوا يسعون في السكك فقتلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المقاتلةَ، وسبى الذرية، وكان في السبي صفية فصارت إلى دحية الكلبي، ثم صارت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل عتقها صداقها. (١) وفي رواية: ( .. فَجَاءَ دِحْيَةُ فَقَالَ: يَا نَبِي الله، أَعْطِنِي جَارِيةً مِنَ السَّبْي، قَالَ: "اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً"، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا نَبِي الله، أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، لا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ. قَالَ: "ادْعُوهُ بِهَا"، فَجَاءَ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "خُذْ جَارِيةً مِنَ السَّبْي غَيْرَهَا". (٢)
[الوجه الثالث: النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يغتصب صفية وحاشاه.]
والدليل على ذلك عدة أمور: أولها: إشهار عرسه عليها. ففي بعض روايات الحديث: " .. ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تُصَنِّعُهَا لَهُ وَتُهَيِّئُهَا، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَتَعْتَدُّ فِي بَيْتِهَا؛ وَهِي صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيي، قَالَ: وَجَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلِيمَتَهَا التَّمْرَ وَالأَقِطَ وَالسَّمْنَ، فُحِصَتِ الأَرْضُ
(١) البخاري (٤٢٠٠)، مسلم (١٣٦٥) (٢) البخاري (٣٧١)، مسلم (١٣٦٥). (٣) شرح النووي ٥/ ٢٤٠.