والصاعقة: نار من السحاب، قال تعالى:{وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ}[الرعد: ١٣]. وأراها سميت صاعقة، لأنها إذا أصابت قتلت، يقال: صعقتهم: أي قتلتهم (٥).
الوجه الأول: في قوله تعالى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥)}
أي: أهلكوا بالصيحة الطاغية، لأن الله تعالى إنما أخبر عن ثمود بالمعنى الذي أهلكها به، فقال: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦)}. ولو كان الخبر أيضًا عن عاد كذلك إذ كان ذلك في سياق واحد، وفي إتباعه ذلك بخبره عن عاد بأن هلاكها كان بالريح الدليل الواضح على أن إخباره عن ثمود إنما هو ما بينت (٦).
زيادة توضيح: قال قتادة: أي: بالصيحة الطاغية، أي المجاوزة للحد؛ أي لحد
(١) تهذيب اللغة للأزهري (٨/ ١٦٧)، وانظر لسان العرب لابن منظور (١٥/ ٧). (٢) لسان العرب (١٥/ ٩). (٣) تهذيب اللغة (١/ ١٧٧). (٤) لسان العرب (١٠/ ١٩٨). (٥) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة (٤٥٥). (٦) جامع البيان لابن جرير الطبري (٢٩/ ٤٩).