٨ - عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رضي اللَّه عَنْهُمَا- قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَاسْتَفْتَيْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قُلْتُ: إن أمي قدمت وَهِيَ رَاغِبَةٌ (٤): أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، صِلي أُمَّكِ (٥).
٩ - عَنْ سعد بن أَبِي وَقَّاصٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يسألنه وَيَسْتَكْثِرْنَهُ عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّه سِنَّكَ يَا رسول اللَّه بأبي أنت وأمِّي، فَقَالَ:"عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ تبَادَرْنَ الْحِجَابَ" فقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ يَا رسول اللَّه، ثُمَّ أقبل عليهنَّ فقَالَ يا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ! أتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-! قُلْنَ: نَعَمْ، إنكَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إيه يا ابن الخطاب، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا (٦) غَيْرَ فَجِّكَ"(٧).
(١) تعلّت من نفاسها المراد: انتهت فترة نفاسها، وطهرت منه. (٢) جمعت علي ثيابي أي: لبست الثياب التي نبرز بها إلى الناس من الإزار والعمامة والدرع والخمار. النهاية ١/ ٢٩٧. (٣) أخرجه مسلم (١٤٨٤). (٤) راغبة أي: راغبة في صلتي. (٥) البخاري (٢٦٢٠، ٣١٨٣)، ومسلم (١٠٠٣). (٦) فجًا الفجاج: جمع فج، وهو الطريق الواسع. (النهاية) (٣/ ٤١٢). (٧) البخاري (٣٢٩٤)، ومسلم (٢٣٩٦).