قال ابن تيمية: فإنَّ هؤلاءِ الطُّلَقَاءَ مُسْلِمَةَ الفتحِ هم ممن أنفقَ من بعدِ الفتحِ وقاتَلَ، وقد وعدَهُمُ اللهُ الحُسْنَى فإنهم أنفقوا بحُنينٍ والطائفِ وقاتلوا فيهما -رضي الله عنهم- اهـ.
وقال أيضًا: وأما مَن بعدَ هؤلاءِ السابقينَ الأولينَ وهم الذين أسلموا بعدَ الحديبيةِ فهؤلاء دخلوا في قولِهِ تعالى: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}، وفي قولِهِ تعالى:{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.اهـ (١)
١ - عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"خيرُ الناسِ قرني، ثم الذين يلونَهم، ثم الذين يلُوَنَهم، ثم يجيءُ قوم تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِم يَمِينه ويَميِنُهُ شَهَادَتَهُ"(٣).
٢ - وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "النجومُ أَمَنةٌ للسماءِ، فإذا ذهبتِ النُّجُومُ، أَتى السماءَ ما تُوعَدُ، وأَنا أَمَنةٌ لأصحابي. فإذا ذَهَبْتُ أَتى أصحابي ما يُوعدونَ، وأصحابي أَمَنةٌ لأمتي، فإِذا ذهب
(١) مجموع الفتاوى (٤/ ٤٥٨ - ٤٦٥). (٢) مجموع الفتاوى (٤/ ٤٥٨). (٣) البخاري (٢٥٠٩)، ومسلم (٢٥٣٣).