قال الطبرى: يقول تعالى ذكره: ربكم الذي تذكرونه الذكر الكثير، وتسبحونه بكرة وأصيلًا إذا أنتم فعلتم ذلك، الذي يرحمكم ويثني عليكم هو، ويدعو لكم ملائكته.
وقيل: إن معنى قوله: {يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ}: يشيع عنكم الذكر الجميل في عباد الله. (١)
وقال أيضًا: وأما قوله: {يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} يقول تعالى ذكره: إن الله وملائكته يبرّكون على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد يحتمل أن يقال: إن معنى ذلك: أن الله يرحم النبي، وتدعو له ملائكته ويستغفرون، وذلك أن الصلاة في كلام العرب من غير الله، إنما هو دعاء. (٢)
وقد ذكر البخاري كلام ابن عباس - رضي الله عنهما - معلقًا فقال: بَاب قَوْله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}، قَالَ أبُو الْعَالِيَة: صَلَاة الله ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الملَائِكَة، وَصَلَاة الملَائِكَة الدُّعَاء، وقال ابن عباس:(يصلون) يبركون (٣).
وعن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - قيل: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال:"قولوا اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد"(٤).