وكذلك من فضل الصحابة الكرام على هذه الأمة، أنهم سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مثل هذه الأشياء التي هي من الأهمية بمكان، فيكون ذلك سببا في إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل نستطيع أن نقول أن هذا تعليم من الصحابة الكرام لهذه الأمة، فإن السؤال الحسن يسمى علمًا قال ابن المنير: في قوله -صلى الله عليه وسلم- "يعلمكم دينكم"(١)، دلالة على أن السؤال الحسن يسمى علمًا وتعليمًا؛ لأن جبريل -عليه السَّلام- لم يصدر منه سوى السؤال، ومع ذلك فقد سماه معلمًا، وقد اشتهر قولهم: حسن السؤال نصف العلم. (٢)
* * *
(١) وذلك في حديث جبريل عندما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- (البخاري (٥٠)، مسلم (٨). (٢) فتح الباري ١/ ١٥٢.