السبب الثاني: ما روي عن عروة عن عائشة: أن أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ؛ وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ. فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: احْجُبْ نِسَاءَكَ، فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ليْلَةً مِنْ اللَّيَالِي عِشَاءً؛ وَكَانَتْ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ: أَلَا قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ، حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنْزَلَ الله - عز وجل - الْحِجَابِ (٣).
(١) أخرجه البخاري (٥١٦٣)، مسلم (١٤٢٨) وهذه لفظ البخاري، وقد ذكر ابن العربي لفظ الترمذي، وانظر البخاري أيضًا (٤٧٩١ - ٤٧٩٢ - ٤٧٩٣ - ٤٧٩٤). (٢) فتح الباري (٨/ ٦٢١). (٣) أخرجه البخاري (١٤٦)، مسلم (٢١٧) واللفظ لمسلم.