٥ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "لما فتحت خيبر أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود)، فجمعوا له فقال:(إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه؟ ) فقالوا: نعم. قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من أبوكم؟ ) قالوا: فلان فقال: (كذبتم بل أبوكم فلان). قالوا: صدقت. قال:(فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه؟ )، فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم:(من أهل النار؟ ). قالوا: نكون فيها يسيرًا ثم تخلفونا فيها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اخسؤوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدًا) ثم قال: (هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه). فقالوا: نعم يا أبا القاسم. قال:(هل جعلتم في هذه الشاة سمًا؟ )، قالوا: نعم، قال:(ما حملكم على ذلك؟ ). قالوا: أردنا إن كنت كاذبًا نستريح وإن كنت نبيًا لم يضرك" (٢).
٦ - قال عبد الله: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم، إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر والثرى على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك أنا الملك. فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}" (٣).
٧ - عن البراء بن عازب قال: "مر على النبي - صلى الله عليه وسلم - بيهودي محممًا مجلودًا فدعاهم - صلى الله عليه وسلم - فقال:(هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ ) قالوا: نعم. فدعا رجلًا من علمائهم فقال:(أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ ) قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: