٢ - ما رواه الطبري بإسناده عن مجاهد قال:(كنت عند ابن عباس، فأتاه رجل يُقال له أبو راشد، وهو نافع بن الأزرق، فقال له: يا ابن عباس أرأيت قول الله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} قال: أما أنا وأنت يا أبا راشد فسنردها فانظر هل نصدر عنها أم لا. (١)
قلت: وأولى هذه الأقوال: أن الورود هو المرور على الصراط، والصراط على متن جهنم، فينجي الله الناس من على الصراط بأعمالهم، والأدلة على ذلك:
١ - حديث أبي هريرة مرفوعًا في الصحيحين في حديث الرؤية والشفاعة وفيه "وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ، أنا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللهمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. . .". (٢)
٣ - حديث أبي هريرة، وحذيفة معًا في حديث استفتاح باب الجنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه:"وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ جَنبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ، قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا! قَالَ: وَفِي حَافَتَيْ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ. . ."(٤).
(١) جامع البيان (٩/ ١١١)، وإسناده ضعيف فيه عنعنة عبد الملك بن جريج، وهو مدلس (٢) أخرجه البخاري (٧٤٣٧)، مسلم (١٨٢). (٣) أخرجه البخاري (٧٤٣٩)، مسلم (١٨٣). (٤) أخرجه مسلم (١٩٥).