المعنى:{لَقَدْ جَاءَكُمْ}، أيها القوم، رسول الله إليكم {مِنْ أَنْفُسِكُمْ}، تعرفونه، لا من غيركم، فتتهموه على أنفسكم في النصيحة لكم {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ}، أي: عزيز عليه عنتكم، وهو دخول المشقة عليهم والمكروه والأذى {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ}، يقول: حريص على هُدَى ضُلالكم وتوبتهم ورجوعهم إلى الحق {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ} أي: رفيق {رَحِيمٌ}: شديد الرأفة والرحمة بكم. (٢)
المعنى: هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته
(١) تفسير المنار ٩/ ٢٥٥، والتفسير الميسر ٣/ ١١٩. (٢) تفسير الطبري ١٤/ ٥٨٤، والوسيط لطنطاوي ١/ ٢٠٦٨.