وقال الكرجي: بعد ما ساق عددًا من أحاديث الصفات والتي منها (خلق الله آدم على صورته) ... إلَى غَيْرِهَا مِن الْأَحَادِيثِ، هَالتْنَا أَوْ لَمْ تَهُلْنَا، بَلَغَتْنَا أَوْ لم تَبْلُغْنَا، اعْتِقَادُنَا فِيهَا وَفِي الْآيِ الْوَارِدَةِ فِي الصِّفَاتِ: ألَا نَقْبَلُهَا وَلَا نُحَرِّفُهَا، وَلَا نُكَيِّفُهَا، وَلَا نُعَطِّلُهَا، وَلَا نَتَأَوَّلُها، وَعَلَى الْعُقُولِ لَا نَحْمِلُهَا، وَبِصِفَاتِ الْخَلْقِ لَا نُشَبِّهُهَا، وَلَا نُعْمِلُ رَأيَنا وَفِكْرَنَا فِيهَا، وَلَا نَزِيدُ عَلَيْهَا وَلَا نَنْقُصُ مِنْهَا؛ بَلْ نُؤْمِنُ بِهَا وَنَكِلُ عِلْمَهَا إلَى عَالمِهَا كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ السَّلَفُ الصَّالِحُ وَهُمْ الْقُدْوَةُ لَنَا فِي كُلِّ عِلْمٍ (١).
وقال الذهبي: أما معنى حديث الصورة فنرد علمه إلى الله ورسوله، ونسكت كما سكت السلف مع الجزم بأن الله ليس كمثله شيء (٢).
قال محمد بن الحسين: هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها، ولا يقال فيها: كيف؟ ولم؟ بل تستقبل بالتسليم والتصديق، وترك النظر، كما قال من تقدم من أئمة المسلمين (٣).
وأما من قالوا بأن له معنى يليق بالله، ولا نشبه فيه الله بالمخلوقين، فهو أن نقول: إن آدم عليه السَّلام خُلق ذا وجه متصفًا بصفة السمع والبصر والكلام، كما أن الله تعالى كذلك، فهو مخلوق على صورة الله من هذه الحيثية، ولا يلزم من ذلك المماثلة.
(١) مجموع الفتاوى (٤/ ١٨٥). (٢) ميزان الاعتدال (٤/ ٩٦). (٣) الشريعة للآجري (٣/ ١١٥٣). (٤) شرح النووي (٢/ ٢٩).