للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

منه، ثم اختصر كتابه هذا في حدود مجلدين، وسَمَّاه "التَّنْقِيب من تهذيب الكمال ثم اختصر المختصر، وسَمّاه "تقريب التنقيب" وَمع هذا كله يعترف المغلطاي بكل وضوح فضل من تقدمه في هذا المجال، فيقول في المقدمة مَادِحًا أبا محمد المقدسي في تأليف كتابه "الكمال" إنّ أبا محمد هو الذى نَهَج للنّاس هذه الطريق، وأخرجهم إلى السعة بعد الضيق، فكان الفضل للمتقدم … ثم قال في شأن كتاب المزّيّ "تهذيب الكمال" في المقدمة أيضًا: إنّه كتاب عظيم الفوائد، جم الفرائد، لم يُصَنَّف في نوعه مثله … وقال في موضع آخر من المقدمة: إنَّ كتاب التهذيب صَارَ حَكَمًا بين طائفتي المحدثين والفقهاء، إذا اختلفوا قالوا: بَيْنَنا وبَيْنَكم كتاب المِزّيّ. هذا من تواضع المغلطاي الجَمّ وأدَبِه البالغ مع أسلافه، وأكتفي بهذا القدر من التمهيد، وآتي إلى صلب الموضوع وهو دراسة كتاب "نهاية السّول في رواة السِّتَّة الأصُول".

وستكون هذه الدراسة في عِدّة نكات:

١ - بيان السبب الباعث على تأليفه:

(أ) قال المصنف في المقدمة: فلما كان كتاب "تهذيب الكمال" لشيخ شيوخنا الحَافِظ الجهبذ جَمَال الدِّين أبى الحَجّاج يُوسُف بن الزَّكيّ عبد الرحمن المزِّيّ كتابًا جَلِيلًا، مستوعبًا طويلًا، لَيْس ببلدتنا الآن منه نسخةٌ، ولا يقدر على تحصيله إلّا من بَذَل في ذلك جُهْدَه ووُسْعَه، وكتاب "الكمال" للحافظ عبد الغني المقدسِي طويلًا أيضا، وفيه أغاليط، وقد أهمل أشخاصًا لهم روايةٌ في بعض الكُتُب الستة، نَبَّه عليها المِزِّيّ، وذكر ما أهمل في تهذيبه، وزاد مُصَنّفات للأئمة السِّتَّة، فحصل من مجموع مِمّا أغفله عبد الغَنِيّ، والمُصَنَّفات الّتى زَادَها المِزّيّ للأئمة المشار إليهم زيادة على أَلْفٍ وسبعمائة اسم، بَرَّد اللّه ثَرَاهُما، وجَعَلَ

<<  <  ج: ص:  >  >>