للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تجليتها وإبرازها في هذه العُجَالة، ومن أجل هذا أصبح كتاب المِزّيّ "تهذيب الكمال" أعظم كتاب في موضوعه من غير مدافع، ولذلك غَطَّى على كتاب المقدسِيّ "الكمال" فكل من جاء بعده جال حوله فتناوله جُمْلة من الحُفَّاظ والعُلَماء المعنيين بهذا الفَنْ استدراكًا أو تَعْقِيبًا أو تَلْخيِصًا، فألّف رافع السَّلامي المتوفى سنة (٧١٨) كتابه "الكني" المختصر من تهذيب الكمال في أسماء الرجال، وألّف الإمام الذَّهَبِي كُتُبَه الأربعة، تذهيب التهذيب، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، المُجَرّد من تهذيب الكمال، والمقتضب من تهذيب الكمال، كما أنّ الاندرشي أحمد بن سعد اختصر تهذيب الكمال، ذكر ذلك الذهبي في معجمه (١)، ومن هذه السلسلة التي أُلّفَت حول تهذيب الكمال كتاب المغلطاي "إكمال تهذيب الكمال" وكتاب السبط ابن العجمي كتابنا هذا، وكتابا الحافظ ابن حجر "تهذيب التهذيب" و تقريب التهذيب" وكتاب الخزرجي "خلاصة تذهيب الكمال" وخير ما استدرك على المزي في كتابه هو الإمام علاء الدين مغلطاي ابن قليج المتوفى سنة (٧٦٢) بكتابه العظيم "إكمال تهذيب الكمال" فأغلب المَادَّة التَّاريخية الّتى أوردها المغلطاي هي مادّة إضافيّة على مادّة تهذيب الكمال، وقد صَرّح بذلك المغلطاي في مقدمة كتابه، فقال: وشرطي أن لا أذكر كلمة من كلام الشيخ (المزِّيّ) إلّا اسم الرجل وبعض نَسَبه، ثم آتي بلفظة قال، أو في معناها من هناك، وثم الزيادة وإن كان في كلامه شيء مِمَّن لا يَعْرَى منه البَشَر ذكرتُ لفظَه، وقلتُ: فيه نظر، وبَيَّنتُه بالدَّلائل المُوجَزَة الوَاضِحة مبلغ علمي بعزو كل قول إلى قائله .. ، وبهذا المنهج أطَالَ المغلطاي النَّفَس فيه، فجاء كتابه "إكمال تهذيب الكمال" في حجم كتاب المزيّ أو قريبًا


(١) المعجم المختَصّ ص: ١٩ برقم (١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>